الجراد من الاسماء المخيفة لدي المزارعين ، و ذكرها لا يمثل خيرا لهم و دائما ما يأتي بالخراب ؛ فالجراد تم تصنيفه كحشرة طائرة مفترسة للنبات من الطراز الاول ، و علي مدار القرون الماضية تم تسجيل الكثير من حالات الابادة التي لحقت بالمحاصيل الخضراء من جراء اسراب الجراد
و لهذا السبب قد ازدادت مؤخرا عمليات مكافحة الجراد علي مستوي العالم ؛ نظرا لارتفاع عدد المتضررين و ازدياد معدل الخسائر ؛ فكافة تلك الظواهر نادت بضرورة التدخل الفوري من متخصصي ابادة الحشرات ؛ لوضع حد للأثر التخريبي لحشرة الجراد علي مزارعنا
هجمات للجراد …. سجلها التاريخ المصري
حتي يومنا هذا ، شهدت ارض مصر من حملات الجراد المدمرة لكل ما في طريقها … ما يبلغ السبع ، و التي اودت بالكثير من انتاج الاراضي الزراعية و نشرت الذعر و الخوف في نفوس المواطنين
- اول هجمة للجراد جائت خلال عام 1954 ، و راح ضحيتها اكثر من مائتان و خمسون الف طنا من حصيلة الاراضي الخضراء ، و كانت مكافحة الجراد امرا صعبا علي السلطات ؛ لضخامة العدد
- عام 1968 كان ميعاد الهجمة الثانية ، و لكن خلال ذاك الوقت لم نشهد تخريبا يُذكر للجراد ؛ لان الاسراب سلكت طريقا صحراويا خالي من المحاصيل
- عام 1988 شهد قدوم ما يزيد عن الثمان و ستون سربا من الجراد الذي كان يتجه بسرعة نحو دلتا مصر حيث اللون الاخضر متواجد بوفره ؛ و لكن الطبيعة الجبلية لصحراء مصر الشرقية وقفت حاجزا امام الجراد ، و عجز عن استكمال مسيرته التخريبية ، و نجت منها مصر بفضل الله
- و لكن 2005 كان عام الجراد بحق ؛ فخلال هذا العام خسرت القاهرة وحدها ما يزيد عن الخمسون الفا من الفدادين الزراعية ، التي ما ان انتهي منها الجراد ، فقد استكمل مسيرته و اتجه نحو محافظات الدلتا ، و التهم كل ما هو اخضر و حي بها ؛ و بعد هذا الخراب القاسي للبلاد ، كان المائة و خمسون سربا من الجراد قد اكتفوا بغنيمتهم و رحلوا بعيدا عن مصر

Locust-control
- عام 2007 قد حل الجراد مرة اخري كضيفا غير مرغوب فيه علي مصر ، و لكن تلك المرة جاء بسرب صغير جدا ، و كان من السهل علي متخصصي مكافحة الحشرات في مصر القيام بمقاومته بالمعدات اللازمة ؛ فلم يكن له ادني تأثير بتلك الهجمة
- الهجمة السادسة التي شهدها عام 2011 كانت مشابهة لسابقتها ؛ فالعدد لم يكن كبير و الاحتياطات لابادة الجراد كان قد تم اتخاذها قبلا ، فلم يكن هنالك خسائر
- اما الهجمة الاخيرة التي مرت علي البلاد اثناء عام 2013 ، فكانت قاضية و خسائرها بلغت ملايين الجنيهات ؛ لان الخسارة لم تلحق بالمحاصيل الزراعية فقط كالعادة ، و لكنها ضربت ايضا السياحة المصرية ؛ حيث فاجئنا الجراد هذه المرة بمهاجمته للمدن السياحية مثل الغردقة و دهب و شرم الشيخ ، التي اصبح عدد كبير من فنادقها مسكنا للجراد ؛ مما ازعج السياح و اثار بقلوبهم الرعب ، و بعد ان اتم مهمته التخريبية الاولي علي افضل وجه ، فذهب لاستكمال دوره المعروف في مهاجمة المحاصيل و المزارع ؛ فوقع ضحيته ما يعادل الاربع آلاف فدان مزروع و ناضج الثمار ؛ و كما يبدوا من النتائج المفزعة ان محاولات مكافحة الجراد قد باءت بالفشل و لم يكن الحظ حليفها كالمرتان السابقتين
كيف ننجح في مكافحة اسراب الجراد ؟؟؟
ابادة الجراد تحتاج الي متخصصين محترفين في مكافحة الحشرات بالجناين و المزارع الخضراء ، الذين يستخدمون المبيدات الغازية ذات التأثير القوي علي الجراد ؛ لرش النباتات و المحاصيل ، و الملمين جيدا بالاحتياطات الواجب اتخاذها قبل هبوب اسراب الجراد ؛ لننجح في تفادي التآثير التخريبي للجراد