في الاونة الاخيرة ، ظهرت حملات قوية من المزارعين تدعو الي ابادة الحشرات بشتي الطرق ؛ و ذلك بعد الخسائر الفادحة التي لحقت بمحاصيلهم الزراعية الاعوام الماضية بسبب الحشرات
فالحشرات مخربة لكل ما حولها ، و تأثيرها التدميري علي المحاصيل الزراعية لا يقارن بشئ اخر ؛ فيمكن لحشرة واحدة ان تتسبب في افساد محصول عام بالكامل ؛ نتيجة قدرتها علي التكاثر السريع و حركتها السهلة من زهرة الي اخري عبر العوامل البيئية المساعدة لها
المحاصيل الزراعية ليست بالمتضرر الوحيد ؛ بل التربة ينالها جزءا من الاثر التخريبي للحشرات هي الاخري ؛ ليصل الامر احيانا الي تلف الحقل بالكامل و ليس المحصول فقط
برغم حجمها متناهي الصغر ؛ الا ان تلك الحشرة المعروفة بين المزارعين باسم ” قمل النبات ” تمتلك المقدرة علي تدمير الجزء الخضري للنباتات بالكامل
و يعد النمل مساعدا غير مباشرا لتنفيذ دور حشرة المن بنجاح ؛ فالاخيرة تساهم بافراز مادة لزجة شبيهة بالعسل ، و من هنا يأتي دور المساعد الذي تجذبه الرائحة و يأتي ليتغذي عليها ؛ ليصبح جسده سدا لكل الفتحات المتواجدة بسطح النبات من اجل التنفس ؛ و في اختفاء الهواء عن النبات ، فتبدأ مرحلة الموت التدريجي له ؛ و من اهم انواع المحاصيل التي تقع ضحية لها
حشرة التربس لا تستطيع اكمال دورة حياتها من دون النباتات ؛ فهي تنفذ لداخل النبات متحولة من طور الي اخر ، حتي تصل للمرحلة القبل الاخيرة حيث تكون قد قاربت علي الاكتمال ؛ فحينها تنشئ طريق خروجها من النبات لتصل الي التربة حيث الوسط التي تنهي به دورة حياتها و تتم المرحلة الاخيرة لاكتمالها
و من مظاهر التلفيات التي تلحق بالنبات ؛ ان يحدث تجعد شديد في الاوراق الخضراء الخاصة بعوائل
يرقات تلك الذبابة تشتهر بتخريبها للتكوين الخلوي للاوراق الخضراء ؛ فهي تعتمد علي النسيج الورقي بما يحتوي علي صبغ الكلوروفيل كمصدر غذاء لها ؛ و مع غيابه فسيقل معدل عملية البناء الضوئي ، و هكذا لن يحصل النبات علي كمية الغذاء الكافي له ؛ مما يرجع بالسلب علي حالة النبات بوجه عام ، و يصبح الامر جليا للعيان عندما يجد المزارعون قلة كمية المحصول الناجي من التلف ، و عادة ما تنجذب نحو محاصيل
يمكن اعتبار ذبابة القطن الابيض من اشد الحشرات تأثير علي المحاصيل الزراعية ؛ لان الضرر لا يقتصر علي دورها هي فقط ، بل انها ببعض الاحيان تنقل معها فيروسات متلفة للنباتات ؛ لتصبح الاخيرة فريسة لكلاهما
فلو تطرقنا نحو دورها هي ؛ فسنجد انها حشرة ماصة لعصارة النباتات ، و لا تترك النبات حتي ينفذ مخزون العصارة بالكامل منه ، و من اعراضها الشهيرة ان اوراق النبات تضحي مليئة ببقع ذات لون اصفر
اما لو جئنا للحديث عن الفيروسات المصاحبة لها ؛ فسنجد انها تعد وسيلة نقل لفيروس خطير يتسبب في تجعد الاوراق ، و بعد ذلك يبدأ حجم النبات بالتقلص ، و ينتهي الامر بسقوط الازهار قبل نضوجها
و تلك الذبابة شهيرة بانها عدو مدمر لمحاصيل الطماطم ، و لكن بجانب ذلك فهنالك عوائل اخري يمسها ضرر ذبابة القطن البيضاء ، مثل
بعدما رأينا خطورة الحشرات علي مصادر غذائنا ؛ فيجب ان يكون هنالك محاولات جادة لمكافحة الحشرات ؛ عبر الاستعانة برأي العلم و استخدام الوسائل الحديثة
و لا يجب ان نقصر نطاق عمليات الوقاية من الحشرات علي نطاق الحقول و المزارع فقط ؛ بل يجب ان تتضمن العملية تلك ، مكافحة الحشرات بالجناين و الحدائق العامة و الخاصة ؛ لنحافظ علي نضارة اللون الاخضر الجميل في حياتنا